مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 1/22/2022 05:23:00 م

أصحاب الرس والنبي المجهول
 أصحاب الرس والنبي المجهول
تصميم الصورة وفاء مؤذن
تحدثنا في مقالنا السابق عن أصحاب الرس والقرى وكيف كان يعيشون وموقع القرى التي كانوا يعيشون فيها ثم وصلنا عندما يبست الأشجار فظن القوم أن نبي الله الذي فعل بها هكذا, فقرروا أن ينتقموا لها فقاموا بقتله ورميه فيه البئر


 بعد وفاة النبي ظن القوم أنهم جائوا بإنجازٍ كبير لإرضاء آلهتهم

 إلا أن ماكان بانتظارهم من عقاب الله الجبار أكبر من أن يتخيله العقل البشري

 لنرى كيف انتقم الله لنبيه. 

أرسل الله ريحاً عاصفة شديدة الحمرة دبت الزعر والرعب في قلوب القوم ثم أصبحت الأرض تحت أقدامهم كحجر الكبريت الملتهب وغطت سمائهم سحاب أسود داكن حمل في طياته جمراً وناراً ملتهب

 أمطرت السماء الجمر الملتهب وأحرقت الأرض بسكانها فكان القوم يذوبون كما يذوب الرصاص في النار 

فجعلهم الله عبرة لكل من طغا وتكبر.

ورد عند بعض المؤرخين رواية أخرى مثيرة للاهتمام 

هذه الرواية التي ذكرت في |كتاب البداية والنهاية| لإبن كثير تستند على حديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام يقول فيه 

" إن أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الأسود " فما قصة هذا العبد؟؟؟

تقول الرواية أن ذلك النبي الذي بعث إلى| أصحاب الرس| لم يؤمن به إلا عبداً أسوداً

 هذا العبد كان يعمل  يبيع الحطب ليأتي بالطعام والشراب إلى النبي الملقى في البئر 

 فكان يزيح تلك الصخرة بمساعدة إلهية، ينزل ذلك الطعام والشراب إلى النبي بحبل ثم يعيد الصخرة إلى مكانها 

 بقي ذلك الرجل على هذا المنوال فترة من الزمن حتى يومٍ من الأيام كان ذلك العبد يحطتب كعادته فلما فرغ من عمله وهم في الرحيل أحس بالنعاس فنام بحسب الرواية سبع سنين على جنبه الأيمن ثم نام سبع أخرى على جنبه الأخر

 وعندما أفاق ظن ذلك العبد أنه نام لساعة فقط ثم انطلق إلى السوق لإحضار الطعام والشراب لذلك النبي

 ثم حضر إلى البئر ولما وصل لم  يجده هناك ..... انظروا ماذا حصل.

بحسب هذه الرواية فإن القوم أخرجوا النبي وآمنوا به فكان ذلك النبي يسأل عن العبد وهم كانوا لايفقهون عنه شيئاً حتى توفاه الله ليستيقظ ذلك العبد من نومه بعدها

يجدر بي أن أذكر أن بعض المفسرين يقولون بعدم صحة هذه الرواية وينسبون الأمر في أن القرآن بصريح العبارة ينص على هلاك القوم وعذابهم 

فهم يقولون أن| الرواية| تعرضت للتحريف والتغيير أو أن  ذلك القوم الذين أخرجوا النبي من البئر هم أولاد الذين هلكوا

 فحسب بعض المفسرين أن هؤلاء الأولاد قد يكونوا شهدوا ما حل بعذاب وهلاك آبائهم فأخرجوا  ذلك النبي من البئر وآمنوا به 

رواية أخرى جذبت أنتباهي عند بحثي حول هذا الموضوع 

هذه الرواية تقول أن هؤلاء القوم كانوا قوم ذوي نعمة ولديهم بئر غزيرة الماء، وكان يحكم ذلك القوم ملك عادل هذا الأمر جعل القوم يحبونه ويكنون له جميع الإحترام والحب والمودة 

ولما مات الملك استغل| الشيطان| حبهم للملك فتجسد بصورته ودعاهم إلى عبادته فصدق ذلك القوم إبليس وعبدوه 

ليرسل الله نبياً يسمى حنظلة بن صفوان فبين لهم كذب ذلك الشيطان ودعاهم إلى التوحيد وعبادة الله الواحد 

إلا أنهم رفضوا أمر ذلك النبي وقتلوه ورموه بالبئر التي جف مائها ويبست الأشجار ليهلك القوم جوعاً وعطشاً وليسطوتن معشر| الجن| مساكنهم.


إذاً أصدقائي هذا ماكان في جعبتنا حول قصة الرس المليئة بالعبر

 قصة تعلمنا أن الجهل والتخلف يدفع البشر بعيداً عن| المنطق |ويجعلهم مؤمنين بما لا يتقبله العقل 

كما أنها تعلمنا أن كلمة الحق ستعلوا فوق كل كلمة وتنتصر ولو بعد حين 

فالله يمهل ولايهمل وصاحب الحق سلطان ولو جارت عليه كل الأعادي.


تلك قصة من| التاريخ| الخالد وعبرة ونحن مستمرون بإذن الله ولنا في كل حين قصة.

الكاتب حسن فروخ

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.